السرقة عند الأطفال
السرقة هي اعتداء الطفل على ممتلكات غيره في غيبتهم وبغير إذنهم ، وتنتشر السرقة بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة ، وتصل ذروتها في المرحلة من 5-8 سنوات ولا تعد السرقة مشكلة خلال السنوات الخمس الأولى لأن الطفل لم يحقق النضج العقلي والاجتماعي الذي يجعله يميز بين ملكيته وملكية غيره وإذا ظهرت بعد هذا السن تعد سلوكاً مرضياً يحتاج إلى عناية خاصة ،وإذا استمر هذا السلوك حتى سن العاشرة فإن ذلك يدل على وجود اضطراب إنفعالى وظاهرة نفسية غير سوية يستلزم علاجها على أيدي متخصصين في العلاج النفسي .
أسباب السرقة ؟ تتعدد أسباب السرقة ، ففي مرحلة الطفولة المبكرة يلجأ الطفل للسرقة لجهله ملكية الآخرين فيسرق لعب إخوته أو زملائه .
- قد يلجأ الطفل للسرقة نتيجة افتقاد الحنان الأبوي ، أو بسبب وفاة أحد الأبوين أو غيابه .
- قد ترجع السرقة للحرمان والفقر مما يدفع الطفل للسرقة من أجل الإنفاق على نفسه وأسرته .
- قد يسرق الطفل بدافع الثورة والانتقام ممن اعتدى عليه .
- في بعض الأحيان يلجأ الطفل للسرقة حينما يبالغ الوالدان في الاحتياطات الأمنية في حفظ
الأشياء مما يدفع الطفل للسرقة بدافع حب الاستطلاع .
- قد يسرق الطفل بدافع تقليد أحد والديه أو إخوته أو أصدقائه .
- قد يسرق الطفل لرغبته في ممارسة هواية مفضلة .
- يلجأ الأطفال الذين ينشأون في أحياء متصدعة اجتماعيا للسرقة لانخفاض المستوى الاقتصادي ، وتدني القيم والأخلاق مما يشجع الطفل السارق على التمادي في السرقة .
كيف نعالج السرقة ؟ ينبغي على الآباء مواجهة المشكلة بهدوء وتعريف الطفل معنى ملكية الأشياء وأنه لا يجوز الاعتداء على أشياء تخص الآخرين ، وأفضل الوسائل لتحقيق ذلك أن نجعل لكل طفل ممتلكات خاصة ومصروف خاص ويفضل لو جعلنا له غرفة خاصة وأدراج خاصة به إن أمكن ذلك .
- يجب على الوالدين وإخوة الطفل الكبار تشجيعه على مواجهة المشكلة وبث الثقة في نفسه حتى يبوح بمعاناته لنتمكن من مواجهة المشكلة وحلها .
- عند حدوث السرقة في المدرسة ينبغي دراسة كل حالة بمفردها مع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال من حيث بيئتهم ومستواهم الاقتصادي مع ضرورة قيام المعلمين بتشجيع الأطفال على التحلي بالأمانة ومكافأة الطفل الأمين عند صدور أي سلوك يدل على أمانته لما لذلك من أثر حسن في نفوس الأطفال .
- على الآباء والمربين أن يغرسوا في نفوس أبنائهم عقيدة مراقبة الله لهم في السر والعلانية ، وأن يبصروهم بما أعد الله للمجرمين من مصير فاضح ، وعذاب أليم يوم القيامة وأن نقص عليهم بعضاً من نماذج أبناء السلف الصالح في التزامهم خلق الأمانة كهذا النموذج, قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- إلى مكة فانحدر بنا راع من الجبل فقال عمر ممتحنا " يا راعي بعني شاة " من هذه الغنم – فقال الراعي : إني مملوك " فقال عمر : قل لسيدك أكلها الذئب . قال الراعي . فأين الله ؟
فبكى – عمر رضي الله عنه – ثم غدى مع المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه ، وقال له : أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة ، وأرجو أن تعتقك في الآخرة
الكاتب الاديب/الطيب اديب