كيمو الضبعاوى عضو ممتاز
عدد المساهمات : 154 تاريخ التسجيل : 22/08/2009 العمر : 31
الشخصية اخر المواضيع:
اوقات الصلاة لتوقيت قنــا: اخر مواضيع المنتدى العام:
↑ Grab this Headline Animator
| موضوع: هل يمكن انقاذ الانسانيه من سلوكيات الانسان الجمعة 18 سبتمبر - 13:54 | |
| | <table id=table63 width="100%" border=0><tr><td> هل يمكن إنقاذ الإنسانية من سلوكيات الإنسان؟ المفكر الفرنسي إدغار موران ينجز الجزء الأخير من مشروعه الفلسفي الذي بدأه قبل ثلاثين سنة <table border=0><tr><td><table width=380 border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>
الرباط : رشيد مرون قبل صدور الحلقة الأخيرة من هذا المشروع المخصصة لدراسة الأخلاق والصادرة في نهاية 2001 ، وخلال مختلف حلقات هذا العمل الفكري المترامي الأطراف والمواضيع، نلاحظ أن إدغار موران شرع في عمله هذا بعدما اكتشف نظرية الأنساق وسعى لبناء نظرية عامة للمناهج يحتل فيها التعقيد مكانة هامة، انطلاقا من الفكرة التالية: ما يشكل خصوصية المادة الحية ليس اختلاف مكوناتها عن مكونات الجماد بل اختلاف تنظيم هذه المكونات التي تلتقي مع بعضها البعض بطريقة أكثر تعقيدا من حالاتها عند الجمادات، وتكتسب استقلالية تسمح بظهور الخصائص المميزة للحياة، أي كثافة التعقد الحيوي . لذا خلص موران إلى كون طريقة انتظام هذه المكونات مفهوما أساسيا يجب مساءلته عبر تحليله وفصله عما عداه. فانهيار التصور الحتمي لوجود الكون قاد مفكرنا إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقة بين النظام والفوضى والتنظيم. ولدى التفكير في علاقة الروح بالعقل استنتج أن الروح ليست بنية فوقية، بل خصيصة نامية تنبع من علاقة العقل بالثقافة. هذه هي الأطروحة العامة التي انطلق منها موران في مسعاه لتفسير العالم وسلوك البشر فيه. لذا فضل أن يخصص الحلقة السادسة والأخيرة من عمله للإجابة عن سؤال ختم به الحلقة الخامسة حول مدى قدرة المجتمع البشري على كبت البربرية التي تعتمل داخله ودفع السلوك الإنساني لدخول الحضارة بمعناها الأخلاقي النبيل لا التقني الأجوف فحسب. فهل يمكن إنقاذ إنسانية الإنسان من سلوكاتنا ؟ للأسف نحن لا نملك الإجابة عن هذا السؤال، كما لا يمكننا استبعاد أسوأ الاحتمالات . ورغم ذلك يأتي كتاب «الأخلاق» ليحاول البحث عن جواب يختم المغامرة الفكرية الكبيرة لإدغار موران، عبر تأملات في الطبيعة البشرية والسلوك الإنساني للمجتمعات على ضوء وقائع التاريخ الحديث والمعاصر والظواهر الاجتماعية. فما الذي يميز طريقة اشتغال صاحب هذا المشروع الفكري؟ في الحقيقة يمكننا القول، دون تردد، بأن موران يركز بالأساس على نشر أسلوب في التفكير، أسلوب يناهض الرؤية ذات زاوية النظر الوحيدة أو الجزئية أو عديمة التمييز بين الألوان. إنه يركز دائما على محاولة الجمع بين الجوانب المتناقضة من الواقع. فهو ما فتئ يذكرنا بالترابط القائم بين العناصر التي تبدو لنا متناقضة على مستوى الظاهر. فالوحدة والاختلاف مفهومان متناقضان ظاهريا لكنهما مترابطان ومتكاملان في العمق. وهذا هو المنطلق الفكري الأساسي الذي يؤطر رؤية موران عبر كل كتاباته وعبر «فكر التعقيد» الذي صاغه. فكلمة «معقد» لا تعني لديه كون المفهوم غامضا أو مركبا لدرجة عصية على الفهم، بل كون الأمر يتعلق بمفهوم يعبر عن نوع من التفكير يجمع العناصر بدلا من تفكيكها، ويربطها بدلا من تكسير ما يجمع بينها . وعلى هذا الأساس، فالطبيعة والثقافة، الحياة والموت، الترابط والفرقة، ثنائيات لا يمكن تصورها كمفاهيم تتناقض مكوناتها بل كعناصر لا تتوقف عن تبادل التأثير في بعضها البعض. وهذا التأثير المتبادل يتطور عبر خطاطة «دائرة استرجاعية» يمكن شرحها بكون العقل ينتج الفكر، فينتج عن ذلك تأثير المنتوج الفكري على طريقة عمل العقل، كما تنتج الطبيعة الثقافة التي تؤثر بدورها في الطبيعة، وهكذا دواليك. ثمة تفاعل دائم إذن، والنتائج تساهم في تغيير عللها ومصادرها. وهذا هو المبدأ الثاني الذي يطبع أسلوب تفكير موران في سلسلة «المنهج» ويشكل أسس «المنهج المعقد» الذي حل محل الثوق الكلاسيكي لبناء أنظمة وأنسقة فكرية شاملة بأي ثمن. وبدلا من ذلك يدفع مفكرنا كل جهده باتجاه فهم طريقة تنظيم الواقع وحركيته غير الخطية وطابعه اللولبي الاستعادي. كما أن «الفكر المعقد» سيساهم في تغيير رؤيتنا للعلاقة بين الجزء والكل بطريقة جذرية. فنحن نعتقد عادة بأن الكل يشمل الأجزاء التي تشكله ويبدو لنا أن عكس ذلك غير ممكن. إلا أن لموران رأيا مناقضا، فهو يرى أن الجزء يتضمن الكل بشكل مصغر: فالمجتمع بأكمله يتجسد في الفرد الواحد والإنسان يتضمن في ذاته كل الكون الفسيح الشاسع الذي هو مجرد جزء صغير منه. أما فيما يتعلق بالجزء السادس والأخير من «منهج» إدغار موران، فإن خصوصيته تكمن في سعيه للبحث عن الروابط المتعددة وغير المنتظرة بين الفكر المعقد، وسؤال كيف يمكننا أن نعيش بطريقة أقل وحشية وأكثر تحضرا، عبر ربط المفكر بين الفكر المعقد والأخلاق. وعبر الربط والفصل والمقابلة المستمرة بين حركتين فكريتين أساسيتين تسعى الأولى للجمع والتوحيد والمقاربة، فيما تتجه الثانية نحو المباعدة والفسخ والتقسيم . وهاتان الحركتان اللتان تعتملان في حركية تكوين الكواكب والمجرات والمادة توجدان كذلك في داخل الميكانيزمات النفسية الفردية لكل كائن بشري وكذا في العلاقات بين التجمعات الإنسانية. لذا فالأخلاق تتجه نحو دعم التناسق والانسجام والترابط إلى درجة يمكن أن نقول معها إن الترابط هو اللا أخلاق، والأخلاق هي الترابط، بالنسبة لإدغار موران. ونتائج هذا التصور ستنعكس على رؤية العالم لدى فيلسوفنا. فتصبح الأخلاق خصائص لا تقتصر على البشر ولا ترتبط بمجرد فرض المجتمع لقواعد سلوك معينة على أفراده. بل تصبح ناتجة عن خلفية فكرية كونية وداعمة لاستمرار الكون وتجدده . وهكذا يصبح الفكر المعقد فكرا أخلاقيا بفضل منهج اشتغاله بما أن خاصيته الأساسية هي تأسيس الترابطات والتجميعات، في إطار طريق وسط يبتعد عن العدمية وعن الدوغمائية الدينية في نفس الوقت . إن المجهود الأساسي لإدغار موران يتجلى في محاولته صياغة أخلاق للشك والمساءلة وبناء أخلاق تنتج وتجدد نفسها باستمرار ولا تخضع لأية سلطة متعالية، وتستطيع الإستجابة لتحولات التاريخ. إن هذا التحدي ليس بالأمر السهل، خاصة إذا أخدنا بعين الاعتبار محدودية قدراتنا المعرفية واستحالة توقع تحولات التاريخ. إلا أن النداء الأهم الذي يمكن تذكره من هذا الكتاب هو دعوة إدغار موران الانسان المعاصر لمحاولة القضاء على البربرية الداخلية التي تعتمل في نفسه، فسعيه بقمعها واستحضار عواطف الأخوة الانسانية الحقيقية كفيل بالاسهام في تغيير العالم الذي نعيش فيه. </TD></TR></TABLE> |
| |
|