في بداية كل عام نستعد لغرس الكثير من البذور التي نتمنى أن نجني ثمارها ، ونمكث بجوارها طويلاً مهتمين برعايتها .. ونبدأ في رسم خطوط متنوعة للسير عليها واتباعها وإما نسير أو لا نسير .. فسرعان ما تمر الأيام سريعة بمجرد مرور الشهر الأول من العام ؛ فتتواري تلك الخطوط والأمنيات خلف مشاغل الحياة ومشاكلها وربما تموت البذور التي غرسناها بأيدينا في البداية وتعهدنا برعايتها إلى أن تثمر .. فالكثير منا يخطط وينوي ويتمنى أن يكون هذا العام الجديد مختلف ، ويحرص على التغيير فيه للأفضل والتقدم المستمر وتحقيق مالم يتمكن منه فيما مضى .. وعندما يوشك العام على الرحيل تبدأ مرحلة الحصر لما تم إنجازه ويتهيء كلاً منا لمراجعة حساباته .. ماذا فعل وماذا جنى ؟؟..
وها هو عامنا الحالي أوشك على الرحيل وتأهب للذهاب بلا عودة .. فما يمضي من عمر الإنسان لا يعود .. ولاشك أن لكل منا أمنيات وأهداف وضعها منذ البداية ومنا من سعى إليها ومنا من أضاعها وكأنه لم يضعها .. فهل حققنا منها ما يرضينا ؟!!..
أنت يا من عزمت من بداية العام على الجد والاجتهاد ..هل نجحت ؟!!
يا من قررت أن يكون عامك حافلاً بطيب أفعالك وزاخراً بروعة إنجازاتك..هل نفذت؟!
يا من رددت و قولت ..هل فعلت ؟!!..يا من بذنبك اعترفت..هل تبت ؟!!
يا من لأخطائك اعتدت .. هل أقلعت ؟!! ..
ويا من بنعم الله سعدت وللخير والنجاح امتلكت هل لربك شكرت وعلى ما نلت حافظت؟!
إن ما يمر من عمرنا أعوام وايام بل ساعات ودقائق وثاوني .. سنسأل عنه
(وعن عمره فيما أفناه ؟؟ ) هل نملك الرد الذي نفخر به وتطمئن له النفوس ؟!!
أقضيناها في طاعة ؟!! في عمل نافع واجتهاد ؟!! أم في لهوٍ وضياع ؟!!
كفى ما مضى دون فائدة ونحن على وشك استقبال عامٍ جديد .. و لنعقد العزم على استثماره جيداً ولنعلم أنه من الأفضل استغلال كل يومٍ وساعة ودقيقة على حده فيما يفيد ..
فلا ننتظر حتى يبدأ العام الجديد - ولنبدأ من الآن - فربما يأتي العام ولا يجدنا.
***