يمتلك ياسين التهامي طاقة ومساحة صوتية هائلة أغرت باحثًا أمريكيًا مثل "مايكل فروشكوف" بتخصيص دراسة كاملة عن أدائه الصوتي، ودفعت المستشرق الألماني "كولن" إلى أن يفرد له قسما مستقلا في كتابه عن الموسيقى الشرقية؛ باعتباره مرتجلا لنغم صوفي جديد من دون تعليم أو دراسة أكاديمية.
وصوت ياسين هو ما أتاح له إنشاد أصعب القصائد بمقامات لم يؤدِّ عليها إلا كبار الفنانين، من أمثال ناظم الغزالي وأم كلثوم وصباح فخري؛ وهو أقرب إلى البوح الذي يخوض في مساحات واسعة في النفس الإنسانية تجعله يؤثر في ذاته دون معرفة معنى الكلمات أو حتى اللغة العربية نفسها؛ فهو صوت إنساني بامتياز يحسه كل من يسمعه حتى ولو لم يكن يفهمه.
لذلك كان أول ما وصفته به هيئة الإذاعة البريطانية في حلقة خاصة أنه "صاحب صوت إنساني فضفاض يستوعب أي إنسان على اختلاف لغته وموسيقاه"، وبعد أن أحيا ليلة كاملة في مهرجان الموسيقى الروحية الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن كل عام، علق بعض الحضور بأن "صوته وألحانه تفتح في النفوس طرقًا من النور والإيمان"، واختصر مقدم الحفل ليلتها كلمته قائلا: "ياسين شيء مختلف لا نستطيع تقديمه؛ لذا فمن الأفضل أن نتركه يقدم نفسه من خلال غنائه وموسيقاه وشكل أدائه الذي يشبه البوح".
ويبلغ الصوت قمته وطاقته في التأثير حين يتكامل مع شكل أدائه المميز الذي يتفرد به، حتى إن باحثة بريطانية تدير مركزا للعلاج النفسي في لندن قدمت لمصر لإعداد دراسة سيكولوجية عن إنشاد ياسين كطريقة للعلاج النفسي، تسعى لتطبيقها في مركزها الخاص للعلاج النفسي في لندن.. وحين قابلتها (جوانا) في ليلة مولد العارف بالله عمر بن الفارض وهي تستمع لياسين كانت المفاجأة أنها لا تعرف من اللغة العربية شيئًا.. سألتها: وهل تفهمين ما ينشده ياسين أو يقصده؟ فردت: لا.. ولا أحتاج فهمه؛ لأني أشعر به، وهذا يكفي!!