يؤكد الدكتور الحسيني يوسف عبد العال- الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر فرع الإسكندرية- أنَّ نفقة المرأة على أبنائها والسعي طلبًا للرزق والمعايش، وحبسها لنفسها على أولادها وتركها الزواج إذا كانت قد فقدت الزوج يجعل في انتظارها ثوابًا جزيلاً يبينه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قوله:"أنا أول مَن يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأةً تبادرني فأقول لها مالك، ومَن أنتِ؟ فتقول: أنا امرأة قعدتُ على أيتامٍ لي"، وتبادرني هنا بمعنى تزاحمني وتسابقني لدخول الجنة؛ وذلك لأنها تحمَّلت مسئولية أبنائها ولم تجعلهم عُرضةً للضياع والتشرد بعد رحيل أبيهم أو عجزه.
أما الدكتور منصور الحفناوي- رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق- يؤكد: أنَّ المرأة المعيلة لها منزلة عظيمة جدًّا؛ لأنها تقوم بالتضحية والعطاء من أجل أبنائها، وتتحمل المشاق والصعاب لتحافظ عليهم وتصل بهم لبر الأمان، ورسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- يقول: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وأشار بالسبابة والوسطى".
ويقول: وكافل اليتيم هو القائم بأموره، وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدةٍ منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرةً لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرةَ التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرتُ الذي صنعت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن شاء الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار".
وأحبُّ هنا أن أوضح أمرًا مُهمًّا وهو أنَّ المرأة التي تُوفِّي زوجُها أو تركها هي وأبناءها، يجب عليها إذا تقدَّم لطلبِ الزواجِ منها رجلٌ صاحبَ دينٍ وخلقٍ يُراعي الله فيها وفي أبنائها أن تقبل هذا الرجل؛ لأنَّ المرأة دائمًا في حاجةٍ إلى عون، وإلى مَن يحميها من مخاطر الحياة ويعصمها من الانحراف والخطأ، ولتقتدي بأمهاتِ المؤمنين فجميعهن باستثناء السيدة عائشة- رضي الله تعالى- عنها وعنهن تزوجن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهن أمهات ولهن أبناء.