بســــم الله الرحمــــن الرحيـــــــم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الخلق سيدنا محمد رسول الله واّله وأصحابه أجمعين ..
بداية قبل ان أبدأ بقصة الأسراء والمعراج احب ان انوه لكم معنى كلمتي الأسراء والمعراج . الأسراء في اللغه العربيه تعني السفر ليلا , والمعراج هي الصعود والعروج الى السماء .
قصة الأسراء ذكرت في سورة الأسراء في الاّية الكريمه " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1) "..
بعض الرواة يقولون بأن اسراء وعروج الرسول عليه السلام مجازيا وليس حقيقي واعتمدو في تفسيرهم لهذا عن حديث السيده عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت " ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أسري بروحه " أجسم بأن هذا لا يمكن ان يكون صحيحا وهذا الحديث اعتقد بأنه مدسوس من قبل الاسرائليات, اسراء الرسول عليه السلام من مكه الى الاقصى والعروج به الى السماء كانت حقيقة جسدا وروحا وذلك بدليل عن قوله صلى الله عليه وسلم :" ان جبرائيل أيقظه مرتين من نومه وهو ينام ثانيه فجاءني الثالثه فهمزني بقدمه فجلست فأخذ عضدي فقمت معه فخرجت فاذا امام المسجد دابة بيضاء بين البغل وال******** , في فخذيه جناحان فحملني عليه ومضى بي حتى انتهى بي الى بيت المقدس فوجدت فيه ابراهيم وموسى وعيسى فصليت بهم ثم اتى لي جبرائيل بأناءين في احدهما خمر والاخرى لبن فأخذت اناء اللبن وشربت منه فقال جبرائيل هديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد وحرم عليك الخمر.
و غير ذلك هناك حقيقه اخرى بان الحديث مدسوس .. عندما اسري بالرسول عليه السلام كان بمكة ولم يكن متزوجا من عائشه ام المؤمنين , وفي هذه السنه توفي عمه ابو طالب كانت هذه سنه مصايب للرسول عليه السلام ,ولا ننسى هنا ما فعلته اهل الطائف بالرسول عليه السلام ,والله سبحانه وتعالى اسرى به حتى يكون الأسراء تثبيتا وتسريه للرسول عليه السلام..
ومن الأقصى بدأ عروج الرسول عليه السلام مع جبرائيل بدايه وصلو الى باب الحفظه وهي بدايه السماء الاولى استقبلهم الملائكه وكانو مبتسمين ومستبشرين الا واحدا فسأل جبريل من هذا الملك ولما لا يضحك فأجاب هذا ملك صاحب النار فقال له الرسول عليه السلام الا تأمره لأرى النار فأراه وكشف له غطاءها ففارت وهاجت وأرتفعت حتى ظن بأنها ستأكل كل شيء في الكون ." اللهم أجرنا من نارها" .
وبعد ذلك وصل الرسول عليه السلام الى سماء الدنيا الاولى وأسمها " رقيع " ولونها كالدخان , فرأى رجلا جالسا تعرض عليه الأرواح وكانت أصوات الملائكه تصل الى مسمع الرسول عليه السلام كانو يرددون " روح طيبه والاخرى تقول روح خبيثه " سأل جبرائيل من هذا الرجل قال له : هذا أبوك اّدم ثم رأى رجالا لهم مشافر كمشافر الأبل في أيديهم قطع من نار يقذفونها لتخرج من أدبارهم فقال من هؤلاء أجاب جبرائيل : هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما ثم وصف له عذاب فرعون في النار وعذاب الرجال اللذين تركو حلالهم الى ما حرم الله عليهم من النساء , ورأى ايضا النساء الزانيات معلقات بأثدانهن.
ثم تابع الأعراج الى السماء الثانيه واسمها "قيدوم" ولونها كلون النحاس , فاذا فيها سيدنا عيسى عليه السلام ويحيا بن زكريا , ثم تابع الى السماء الثالثه واسمها "ماروم" ولونها كلون النور تشع وتبهر البصر فوجد فيها رجلا سأل جبرائيل : من هذا فقال له هذا أدريس وبعدها صعد الى السماء الرابعه اسمها "رفلون" ولونها كلون الفضه , فوجد فيها رجلا سأل عنه فقال هذا يوسف عليه السلام وبعدها وصل الى السماء الخامسه واسمها "هيفوف "ولونها كلون الذهب , من شدة لمعانها تخطف الابصار رأى فيها كهلا فقال لجبرائيل : لم أرى كهلا أجمل منه من هذا , فقال هذا هو هارون بن عمران , ثم صعد بالرسول عليه السلام الى السماء السادسه واسمها عروس ولونها كلون الياقوت الأخضر فاذا فيها رجل أسود الملامح طويل اقنى ( أقنى أي قصبة الانف مرتفعه ) وملامح وجهه تدل على انه يهودي فقال لجبرائيل : من هذا قال : هذا أخوك موسى بن عمران ( موسى وهارون أخوين ملامح هارون جميله وموسى كان يميل الى السمرة ).
واخر عروجه كانت للسماء السابعه واسمها "عجماء" ولونها كلون الدر البيضاء, فاذا فيها رجلا اشبه به فقال لجبرائيل: من هذا قال: هذا أبيك أبراهيم وكان في وضع مستند الى بيت المعمور (أظن المقصود هو باب للجنه حسب ما فسرو العلماء ), يدخل من هذا الباب كل يوم سبعين الف ملك ولا يعودون .
بعد ذلك وصل الى سدرة المنتهى ( هي شجرة اوراقها كاّذان الفيل ولا احد يستطيع ان يصف حسنها وجمالها , ولا يتجاوزها أحد من الملائكه او غيرهم ). وراى فيها جاريه لعساء ( اللعساء هي من كانت حمرة الشفتين تضرب الى السواد ) فسألها لمن أنت قالت : لزيد بن حارثه , فبشر الرسول بها زيدا حين عاد من السماء الى الارض .
عندما وصل الى سدرة المنتهى تراجع جبرائيل ودخل الرسول عليه السلام فكان قاب قوسين او ادنى فسجد لله تعالى وسلم وقال التحيات والصلاوت والطيبات , فرد عليه الله وقال : السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ردت الملائكه وقالت : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وأشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله . اذكر هنا بان هذه المحاوره بين الرسول عليه السلام والله سبحانه وتعالى هي" التشهد" تذكر في كل صلاة نصليها .
وفي سدرة المنتهى فرضت الصلاة على المسلمين بداية فرضت عليهم خمسين صلاة في اليوم فأقبل الرسول عليه السلام راجعا فمر بموسى عليه السلام فسأله : كم فرض عليك من الصلاة قال : خمسين كل يوم فقال له موسى ان الصلاة ثقيله وأمتك ضعيفه فأرجع الى ربك وأساله ان يخفف عنك وعن أمتك , فرجع فسأل الله فوضع عنها عشرة وكان كل مرة يرده موسى ويقول ارجع الى ربك ليخفف عنك وعن امتك الصلاة حتى وصلت الى خمس صلوات في اليوم . (نحن نصليها في اليوم ولكن الله عز وجل سيحسبها لنا عن خمسين صلاة بأذنه تعالى) .
وفي تلك الليله رجع الرسول عليه السلام الى الارض ووصل مكه وبعدها سرد قصته وكان يصف للناس كل صغيرة وكبيرة حتى حدثهم عن تفاصيل شكل الانبياء بلباسهم وشكل شعرهم ولون بشرتهم , وعندما سرد قصته أطمأن اصحابه له بما فيهم ابو بكر, وكان ابو بكر يردد ويقول صدقت .. صدقت يا رسول الله حتى أسماه الرسول عليه السلام أبو بكر الصديق .
قريش كذبت خبر الاسراء واشاعة بانه كيف بمحمد يسرى به من مكه الى الاقصى ويعرج به الى السموات السبعه في ليله واحده , والعير تسافر للتجارة من مكه الى الشام لمده شهرين شهر مقبل وشهر مدبر , والرسول عليه السلام احبط اكاذيبهم, عندما بلغهم بان هناك قافله من التجار اّتيه الى مكه ووصف لهم كيف شكلها وكم عددها . وبعد فترة وصلت القافله الى مكه واظهر لهم صدقه .
الحمد لله على الاسلام وما انعم الله علينا بالاسلام وصدقت يا رسول الله وكذب المنافقين والكفار اخيرا حاولت ان تنقل لكم صوره عن الاسراء والمعراج لعلها اعجبتكم وارجو المعذره اذ كانت اي معلومه خاطئه من قبلي, ارشادي بها بردكم لي والسلام عليكم