اعتقد أن من أكثر الأعمال الفنية السلبية علي العملية التعليمية كانت مسرحية مدرسة المشاغبين.. صحيح ان المسرحية عمل فني مضحك لكن الذين أعدوه لم يفكروا في الآثار المترتبة علي ذلك فقد شجعت علي الاعتداء علي المدرس والتعامل معه علي أنه زميل له.. بل وصل الحد إلي الاعتداء علي المدرسين وتنامي هذا ليصبح عنفا متبادلا.. وهروب التلاميذ من مدارسهم لأن المدرس لم يعد له الشخصية الانضباطية التي كنا نتعامل بها مع مدرسينا عندما نراهم. كنا نقف أمامهم مثل الجنود. وننفذ تعليماتهم بدون تردد. ونحبهم حبا جما في نفس الوقت لأنهم كانوا يشجعون المتفوقين منا أما الآن فالعين بصيرة واليد قصيرة للمدرس إذا اكتفي بقليل من الجنيهات التي يتكون منها راتبه وبالتالي فإنه يسعي إلي رفع دخله من خلال الدروس الخصوصية لذلك فإنه لم يعد يلتزم بالانضباط ويكثر من المزاح مع تلاميذه وأعرف كثيرين منهم يدخنون السجائر مع هؤلاء التلاميذ حتي ضاعت هيبة المعلم ومعها فقد التعليم في بلادنا كل قوته ولكي يتعافي لابد أن نعيد هيبة المدرس ليس من خلال الكادر فقط ولكن بتربية الأبناء بأسلوب راق ومتحضر يرسخ العادات والتقاليد المصرية.. وما راعني انني شاهدت إعلانا آخر عن عمل فني للفنان أحمد آدم يضرب فيه الناظر والوكيل ويسرق الآلات الموسيقية من المدرسة لاحياء عمل فني لأنه لم يستطع الحصول علي مثل هذه الآلات من أحد المتعهدين.. بالله عليكم ما هذا السخف الذي يودي بأبنائنا إلي أغوار سحيقة لا يعلم مداها إلا الله.