هل رأيت المباراة النهائية لبطولة القارات بين البرازيل وأمريكا؟
إذا لم تكن قد شاهدتها فقد فاتك نصف عمرك!
...مباراة فيها كل شيء.. مثل الوجبة الغذائية المتكاملة التي يصفها لك الأطباء.
مباراة كلها دروس وعبر لهذه اللعبة المجنونة.. الفريق الكبير الذي نزل الملعب وهو يعتقد أن المباراة في جيبه الصغير فإذا به يصاب بهدفين.. المدرب الفاهم الدارس الواعي الذي ينزل الشوط الثاني بنفس اللاعبين ولكن ليس بنفس الفريق.. تجد فريقا آخر مختلفا تماما.. موجات من الهجوم باكتساح ولا موجات محيط هادر في ليلة عاصفة.. الدنيا في جنوب افريقيا برد قارس لذا حارس مرمي البرازيل الذي لم يتلق كرة واحدة خطيرة أو غير خطيرة اضطر أن يدفئ نفسه بلعبة زمان "محلك سر".
رأينا اللياقة البدنية في أعلي مستوياتها في الفريق الأمريكي.. ورأينا الفن والجمال والكرة الحلوة كما يجب أن تكون في الفريق البرازيلي.
رأينا كيف ينتصر الفريق حينما يقرر أن ينتصر.. رأينا الروح المعنوية حينما ترتفع تفعل المستحيل.. تحول الهزيمة بهدفين إلي فوز باربعة أهداف احتسب الحكم منها ثلاثة فقط.. ورغم أن المباراة هي نهائي عالمي هام.. ورغم أن الموقف حرج بالنسبة لبطل العالم الذي كان في عرض هدف.. حينما لم يحتسب الحكم هدف كاكا الواضح جدا لم يعترض أحد.. لا اللاعبين ولا المدرب ولا أحد فتح فمه أو شوّح بيديه أو أوقف اللعب.. دروس كثيرة في المباراة.
ثم هل لاحظت.. لاعبي أمريكا الخطيرين اللذين احرزا هدفي فريقهما في الشوط الأول.. لم يلمسا كرة في الشوط الثاني!!.. هذه هي مهمة المدرب الواعي "دونجا" الذي شل حركتهما برقيبين لصيقين اعاد أيام شطة مع فاروق جعفر أيام هيديكوتي.
ولكن ما رأيكم في النقل التليفزيوني الرائع؟.. تري كم كاميرا في الملعب لكي تلتقط هذه التعبيرات علي الوجوه تلتقط كل غريب وطريف ومثير يحدث في الملعب في نفس الوقت الكاميرات الرئيسية تتابع المباراة ثانية بثانية.
( هو صفر المونديال قليل علينا ولا كثير)