الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تعانين من التوتر في علاقتك مع ابنتك المراهقة.. تكثر المشاكل والخلافات بينكما.. لا تجدين تفسيرا لعنادها.. تتهمك بعدم فهمها وعدم الاعتراف برأيها.. معرفة ما يدور في قلبها وعقلها أصبح لغزا لك.. تبحثين عن مفاتيح التواصل معها.. تسألين دائما كيف أملك قلبها وأقلل من حدة الخلافات بيننا؟
حطمي الحواجز بينكما
• تجنبي علاقتك الرسمية في معاملة ابنتك، بل اكسري كل الحواجز بضحكة أو ابتسامة أو مقلب، وفتشي في جعبتك عن أي وسيلة أخرى تقربك منها، فالأمومة هي كل شيء جميل يربط الأم بأبنائها وبناتها على وجه الخصوص.
• عند خوفها احضنيها.. وفي فرحها قبليها.. وفي مصيبتها واسيها.. وفي همها فرجي عنها.
• في الحدائق والتمشيات لا تسبقيها، بل امشي معها وجاوريها، لحظتها تتفتح القلوب وتصفو النفوس.
• في الرحلات كوني أنت الساهرة على راحتها، واجعلي برنامج السفر من أجلها، واقترحي عليها زيارة الأماكن التي تحبها وفي الأوقات التي تريدها.
• في حال مرضها اطمئني عليها كل حين، وأخبريها بمقدار الحزن الذي أصاب العائلة بمصابها.
• اغمريها دوما بمشاعر الدفء التي تجعلها تتيقن مدى الحب الذي تنعم فيه.
• في أعمالك الخاصة اجعليها مستشارتك، وفي شغلك الوظيفي حدثيها ببعض همومك لتشعر بأنها أكثر من مجرد ابنه، بل هي بمكان الصديقة.
• للفتيات مواهب مختلفة فعاملي كل فتاة حسب مواهبها.
• عالجي أخطاءها بالبحث عن المسببات لا بنقد الأفعال، فعندما تجدين عليها أي تصرف لا يعجبك ابحثي عن مصدر هذا الفعل، ومن أين تلقته؟ وما هي دوافعه؟
مفاتيح الصداقة
• الفتاة في هذه المرحلة بحاجة لأشياء عدة، من أهمها إشباع رغباتها العاطفية، فحدثيها برفق في هذا الشأن، وحاولي الوصول لقلبها بكل طريقه ممكنة, فإذا أردت أن تتكلم وتحدثك بما في نفسها، فهناك خطوات مهمة لتقول كل ما في صدرها.. أهمها:
• كوني مستمعة جيدة، وتفاعلي معها بنظراتك وبجميع حواسك، ولا تقاطعيها حتى تنهي حديثها، ثم وافقيها على كلامها، وأخيرًا أبدي لها رأيك بأسلوب رقيق ولطيف.
• أكثري من الثناء على لبسها وزينتها وأسلوبها في حديثها وأدبها مع غيرها، فذلك الثناء يزيد من ثقتها بنفسها، ويجعلها تستزيد من تلك الصفات الحميدة.
• هناك خصوصيات لا تحب الفتيات أن يتدخل بها أحد، ولا مانع في ذلك بل يجب احترامها إذا كانت متوافقة مع الشرع، أما إذا كانت تخالف فما عليك إلا بيان الحق بأسلوب جميل وبطريقة لينة.
• علميها أن تكون صريحة معك في كافة أمور حياتها، وأنك تحبين أن تستمعي إليها، وأنك بخبرتك وعمرك قد تستطيعين حل مشاكلها التي قد تقع فيها مع من حولها.
• إياك ونظرات الشك، وأيضا إياك والثقة بالشيطان، فالتوازن مطلوب في التعامل معها في هذه المرحلة من العمر.
• رسخي بداخلها مفهوم "لا أسرار بين العائلة"، ودعيها تفتح مخزن الصور في جوالك، وراسليها ببعض اللقطات ودعيها تراسلك بمثلها، لتعلم أن العائلة الواحدة على قلب واحد.
• شاركيها عالم النت، وتعايشي معها ومع هواياتها، وإن كانت لا تتماشى معك، وشاركيها موقعها المفضل، وتناقشي معها وكوني عضوا فعالا في فريقها وموقعها.
• ضعي اسمها في المحمول باسم جميل تحبه وتعشقه.
• أحضري لها وسائل لتنمية هواياتها، وما يزيدها من البروز في مجالها.
• دعيها تختار لوازم غرفتها بنفسها، لا تقيديها بنمط أو قيد أو طريقة معينة، ولكن دعيها تبدع وتفجر طاقاتها الداخلية.
• في أثناء التسوق شاوريها ببعض احتياجاتك، وخذي برأيها حتى لو لم يناسبك اختيارها.
• عند الخروج للأسواق أمديها بالمال الذي يجعلها تشتري ما ترغب ويتوافق مع مزاجها، ولا تقيديها بما تريدين أنت وترغبين فيه، فلكل زمن أغراضه واحتياجاته.
• أعطيها الضوء الأخضر بأعمال الطبخ والتنسيق والترتيب، وعندما تخطئ لا تعنفيها، بل وجهيها بابتسامة، واذكري لها أنك مررت بمثل هذه المواقف في حياتك السابقة.
• لا تعتبري هذه المرحلة هي مرحلة تغير إيجابي بالنسبة لك، فتحمليها بما لا تطيق من الأعمال المنزلية ورعاية إخوتها، بل اجعلي ذلك بقدر طاقتها ومقدرتها على الإنجاز.
• شجعيها بين إخوتها بأعمال مميزة قامت بها، وارفعي معنوياتها أمام أبيها، وأبرزي ما قامت به من أشياء مفيدة طوال الأسبوع أمام العائلة والأصدقاء وأخبريهم جميعا بمدى فخرك بها.
• قومي بتنظيم حفلة جميلة بمناسبة نجاحها أو أي مناسبة سعيدة لها، وادعي فيها صديقاتها المقربات، فذلك يشعرها بالفرح والتقارب مع صديقاتها من ناحية، ويجعلها تستشعر مدى اهتمامك بكل ما من شأنه إدخال السرور على قلبها من ناحية أخرى.
• اتفقي معها أن تقوم بدعوة العائلة كلها على وجبة عشاء في مطعم تختاره هي، وقدمي لها المساعدة المالية التي تفي باحتياجات هذه الدعوة, فهذا ينمي في قلبها حب الكرم والألفة واجتماع الأسرة وصلة الرحم.
وأخيرا..كوني على يقين أن صداقة ابنتك المراهقة أفضل حل, ليمر التعامل معها بسلام، ولكي تتعرفي أيضا على طريقة تفكيرها الجديدة، واعلمي جيدا أنها إن لم تجد فيك صورة الصديقة الحنونة فستلجأ إلى مصادقة آخرين قد لا نعلم عنهم شيئا.
المصدر الاسرة السعيدة