سئل مرة الكاتب الفرنسي الكبير أناتول فرانس عن إستهتاره بالتاريخ وتجاهله له فأجاب مشيرا إلى حادثة مرور وقعت
أمامه وهو جالس في شرفة بيته. قال رأيتها بأم عيني ولكنني عندما قرأت ما كتبته الجرائد عنها في اليوم التالي جاء مناقضا كليا لما شاهدته. وأكثر من ذلك لم تتفق الجرائد المختلفة في سردها لما وقع. ناقضت كل واحدة منها الأخريات
قال، كيف تنتظرون مني أن أصدق ما أقرأه في الكتب عن أحداث وقعت قبل مئات السنين بعد أن رأيت بعيني كيف ضاعت الحقيقة بين ليلة وليلة
الواقع إنني أوفق هذا الكاتب لحد كبير عندما ارى كيف يتجرأ الناس على التاريخ سواء اليوم او من القدم وكيف تدون الوقائع بعثها وسمينها وكيف تشوه الحقائق لخدمة طرف ما كما نراه اليوم في مذكرات الحكام و العسكريين
كما انه لا يعقل ان نقبل ونؤمن بكل ما جاءنا من أخبار عن الماضي، خاصة إذا علمنا ان جلها تعتمد على روايات أناس أميين لا يفقهون لا لكتابة و لا القراءة وكانوا يروون الوقائع و قد بلغوا من العمر عنيا هذا لكي لا أقول خرفوا
مما يجعلني اتسائل بحق ، تاريخنا كم فيه من الحقيقة وكم من الخرافات؟
وهل انتم معي انه يجب ان تكون هناك قراءة جديدة للتاريخ؟ وان يعاد النظر في طريقة تدوينه؟