هناك شيء أتمنى أن يكون واضحًا عندكم ، في الحياة لذائذ وسعادة ، اللذائذ طابعها حسي ، تأتي اللذة من طعام طيب ، هناك طعام خشن ، تأتي من بيت مريح واسع له إطلالة جميلة ، فيه شمس ، فيه أثاث ، فيه أجهزة ، فيه تدفئة ، فيه تكييف ، كل شيء فيه ، تأتي من مناظر جميلة ، تأتي من مركبة فارهة ، تأتي من زوجة جميلة ، هذه اللذائذ ، لكن مع الأسف الشديد هذه اللذائذ لا تنبع من الداخل ، بل تأتي من الخارج ، تأتي من طعام ، من بيت ، من مركبة ، من موقع ، من إطلالة ، من منظر ، وتحتاج إلى مال ، أموال طائلة ، بيت واسع له إطلالة ، ثمنه بالمليين ، مركبة فخمة جداً ثمنها بالمليين ، فالمشكلة باللذة أنها تأتيك من الخارج ، وتحتاج إلى مال ، وتريد وقتًا ، وتريد صحة ، ولحكمة بالغة بالغةٍ باللغة دائماً تنقصك واحدة ، في البداية هناك وقت وصحة ، لكن ليس لك مال ، ما معك قرش ، ضمن الحياة في الوسط عندك صحة ومال ، لكن ليس لك وقت ، أنت مشغول بالعمل ، وفي خريف العمر هناك مال ، ووقت ، لكن ليس هناك صحة ، هذه اللذة ، أولاً متناقصة ، ثانياً تنتهي بكآبة ، لو أنها في معصية ، إذا لك يكن فيها كآبة ففيها ملل ، إذا كانت في معصية ففيها كآبة ، هذه هي اللذة ، أما السعادة فتنبع من الداخل ، ولا تحتاج إلى شرط خارجي إطلاقاً ، تنبع من الداخل وتتنامى ، وكل إنسان يملك أسبابها ، فقير أو غني ، قوي أو ضعيف ، تملك بيتًا بالأجرة ، عاليًا أم متدنيًّا ، غاليًا أم رخيصًا ، كل إنسان يملك أسباب السعادة ، أما أسباب السعادة ففي طاعة الله .
( سورة الرعد ) .
أسباب السعادة بتوفيق الله :
( سورة هود الآية : 88 ) .
أسباب السعادة أن الله يدافع عنك :
( سورة الحج الآية : 38 ) .
أسباب السعادة الأمن :
( سورة الأنعام ) .
هذه أسباب السعادة .
والحمد لله رب العالمين