بعد شائعة وجود قنبلة فى قاعة المؤتمرات الدولية فى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا يوم 4 ديسمبر من العام الماضى الذى وافق إجراء قرعة بطولة كأس العالم 2010، وبعد حادث تعرض حافلة منتخب توجو إلى هجوم مسلح فى إقليم كابيندا فى أنجولا عند وصول بعثة المنتخب قادمة من الكونغو للمشاركة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، التى انطلقت مؤخرا فى أنجولا يبدو أن هذه الأحداث سوف يتجاوز تأثيرها البطولة القارية، التى تنتهى فى 31 يناير الجارى، وانسحبت منها توجو بعد الخوف والقلق، الذى بات يتملك من عدة منتخبات سوف تشارك فى المونديال الصيف المقبل.
فبعد انسحاب توجو على خلفية الهجوم المسلح الذى راح ضحيته 3 أشخاص، ومطالبة عدة أندية أوروبية بعودة لاعبيها المشاركين مع منتخبات بلادهم فى البطولة خوفا عليهم من تكرار مثل هذا الهجوم على أى من المنتخبات المشاركة فى البطولة خاصة فى ظل تأكيد منظمة تحرير كابيندا الانفصالية، التى أعلنت مسئوليتها عن الحادث أن هجماتها سوف تتواصل تجاه المنتخبات المشاركة فى بطولة أنجولا، أكدت وكالة الأنباء الألمانية أن ألمانيا قررت إعادة النظر فى الترتيباتها الأمنية الخاصة ببعثتها المشاركة فى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وذكرت أن هذا القرار جاء القرار فى أعقاب الهجوم المسلح، الذى تعرضت له حافلة منتخب توجو المشاركة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا فى أنجولا.
وقال رينارد راوبول رئيس رابطة الدورى الألمانى لكرة القدم: «علينا أن نفكر فى كيفية إحكام قبضتنا على المسائل الأمنية، لا يمكننا ببساطة أن نقول إن جنوب أفريقيا مختلفة عن أنجولا».
واتفق تيو تسفانسيجر، رئيس الاتحاد الألمانى لكرة القدم، مع راوبول فى رأيه مطالبا بالنظر مجددا فى الترتيبات الأمنية لكأس العالم المقررة فى الفترة بين 11 يونيو و11 يوليو العام الجارى.
وقال تسفانسيجر: «إنه حادث لا يصدق.. إنه أمر أليم ويدعو للأسف، نحن، اتحاد الكرة الألمانى، يجب أن نؤكد للاعبينا ومدربينا أننا نفعل كل ما بوسعنا لتوفير الحماية لهم».
وأوضح رئيس اتحاد الكرة الألمانى أن النواحى الأمنية فى كأس العالم مختلفة عن مثيلتها فى كأس الأمم الأفريقية بأنجولا، التى شهدت مقتل ثلاثة من أعضاء بعثة توجو فى الهجوم.
وأوضح: «ما زلنا فى مراحل التخطيط. نعمل على نماذجنا (الأمنية)، وأيضا على خلفية الهجوم الذى وقع فى أنجولا».
من ناحية أخرى، دافعت جنوب أفريقيا التى سوف تنظم كأس العالم فى يونيو المقبل عن نفسها إزاء الشكوك الموجهة لإمكانات البلاد فى استضافة كأس العالم 2010 فى أعقاب الهجوم المسلح، الذى استهدف حافلة المنتخب التوجولى خلال توجهها إلى أنجولا للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية.
وقال المتحدث الرئاسى فينسنت ماجوينيا: «إن جنوب أفريقيا مستعدة بنسبة 100% لاستضافة كأس العالم وأن الهجوم المسلح، الذى يتحمل مسئوليته متمردون أنجوليون على الحافلة، التى كانت تحمل لاعبين ومسئولين من توجو لا يؤثر على بطولة كأس العالم التى تستضيفها جنوب أفريقيا فى يونيو المقبل».
وأكد رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أنه لا يجب تضخيم الهجوم الصادم وغير المقبول إلى أكبر من حجمه.
وسافر زوما إلى أنجولا يوم الأحد لحضور مراسم افتتاح كأس الأمم الأفريقية، الذى جاء بعد يومين من الهجوم المسلح.
وانتقد اتحاد الكرة فى جنوب أفريقيا تقارير إعلامية أجنبية شككت فى قدرة البلاد على استضافة كأس عالم «خالية من الحوادث» ووصف تلك التقارير «غير مسئولة».
وقال رئيس الاتحاد، كيرستن نيماتاندانى، «إنه تعميم جد خطير، حيث اختار الناس فقط القول إنه بسبب وقوع الحادث فى أنجولا، فلابد أنه سيقع فى جنوب أفريقيا، بالطبع قمنا بالتخطيط لكأس العالم لبعض الوقت ونتحمل كامل الالتزام من قبل حكومتنا».
أما أسطورة كرة القدم الألمانية فرانس بيكنباور فقد أعرب عن ثقته الشديدة فى العامل الأمنى خلال بطولة كأس العالم المقبلة فى جنوب أفريقيا وذلك فى أعقاب الهجوم الدموى، الذى تعرض له منتخب توجو فى أنجولا مؤخرا.
وقال بيكنباور وهو عضو المكتب التنفيذى فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، فى تصريحات نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية: «أنا على ثقة بأنه لن تحدث هناك (فى جنوب أفريقيا) أمور مشابهة لما حدث فى أنجولا».
وأعرب الرياضى الألمانى المعروف عن صدمته من الهجوم الذى تعرض له منتخب توجو وخلف ثلاثة قتلى وعددا من الجرحى، وقال: «ولكن من الخطأ أن نضع نحن الأوروبيون، جنوب أفريقيا وأنجولا فى بوتقة واحدة».
وأشار بيكنباور إلى أن 27 عاما من الحرب الأهلية وعددا من الصراعات الداخلية ما زلت تؤثر على أنجولا وقال إنه ربما كان من المبكر بعض الشىء إقامة كأس الأمم الأفريقية فى أنجولا وأضاف: لكن الوضع يختلف فى جنوب أفريقيا التى تعد الأمة الاقتصادية فى القارة».
وأكد بيكنباور أن كأس الأمم الأفريقية فى أنجولا وبطولة كأس العالم فى جنوب أفريقيا تحدثان فى «بلدين مختلفين تماما».
