w w w . t h i a b . c o m
حَقِيقَةُ
كُرَةِ القَدَمِ
( دِرَاسَةٌ شَرعِيَّةٌ مِنْ خِلالِ فِقْهِ الوَاقِعِ )
تَأليِفُ
ذِيابِ بنِ سَعَدٍ آلِ حَمْدَانَ الغَامِدِيّw w w . t h i a١ b . c o m
[ "َفسَتَذْكُرُوْ َ ن مَا أُقوْ ُ ل َل ُ كمْ وأَُفوِّضُأمْرِي إلى اللهِ، إنَّ اللهَ بَصِيْرٌ بالعِبَادِ"[غافر ٤٤
[ َقا َ ل تَعَاَلى : "و َ ذرِ الَّذِيْنَ اتَّخَ ُ ذوا دِيْنَهُم َلعِبًا وَلهْوًا، و َ غرَّتهُْمُ الحَيَاُة الدُّنْيا"[الأنعام ٧٠
قَا َ ل صَلَّى اللهُ عََليْهِ وسَلَّمَ : " كُلُّ شيءٍ يَْلهُو بِهِ ابْنُ آدَمَ َفهُوَ باطِلٌ، إلاَّ َثلاًثا : رَمْيَهُ عَنْ َقوْسِهِ،
وتأدِيبَه َفرَسَهُ، ومُلاعَبَتَهُ أهَْلهُ، فإنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ " أحْمَدُ
" كُلُّ فِعْلٍ أْفضَى إلى مُحَرَّمٍ حَرَّمَهُ الشَّرْعُ؛ لأنَّه يَكُوْنُ سَبَبَا للشَّرِ، والَفسَادِ، ومَا أْلهَى، وشَغَ َ ل عَمَّا
أمَرَ اللهُ بِهِ؛ َفهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْه" ابْنُ تِيْمِيََّة
" َلمَّا كَا َ ن هُنَاكَ ضَجِيْجٌ، وأصْوَاتٌ كَثِيرةٌ تَمْلأُ البِلادِ بِسَبَبِ التَّشَاجُرِ، والتَّدَاُفعِ خَلْفَ ُ كرَاتٍ
َ كبِيْرَةٍ، وَلمَّا َ كانَتْ شُرُورٌ َ كثِيرَةٌ تَحْدُثُ بِسَبَبِ هَ َ ذا، وَلمَّا كَا َ ن اللهُ يُحَرِّمُ كُلَّ هَذِه الشُّرُورِ لِ َ ذلِكَ
فأنِّي آمُرُ، وأمْنَعُ بَأمْرِ المُلْكِ : الاشْتِرَاكَ في مِثْلِ هَذِه الألْعَابِ مُسْتَ ْ قب ً لا، ومَنْ يُخَالِفُ َ ذلِكَ تَكُو ُ ن
عُُقوبَتُه السِّجْنَ !" اَلملِكُ إدْوَاردْ الثَّانِي
" ولِ َ كيْ تَبَْقى الجَمَاهِيْرُ فِي ضَلالٍ، لا تَدْرِي مَا وَرَاءها، ومَا أمَامَها، ولا مَا يُرادُ بِها، فإنَّنا سَنَعْمَلُ
عََلى زِيَادَةِ صَرْفِ أ ْ ذهَانِها، بإنْشَاءِ وَسَائِلِ اَلمبَاهِجِ، والمُسَلِّيَاتِ، والأْلعَابِ الَف َ كهِيَّةِ، وضُرُوْبِ أشْ َ كالِ
الرِّيَاضَةِ، واللَّهْوِ… ُثمَّ نَجْعَلُ الصُّحُفَ تَدْعُو إلى مُبَارَياتٍ َفنِيَّةٍ، ورِيَاضِيَّةٍ" بُرُوتُوْ ُ كولاتُ يَهُوْدَ
" إنَّ أصْ َ ل ( كُرَةِ الَقدَمِ ) وََثنيٌّ يُوْنَانِيٌّ، ونَشْرُها بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ نَصْرَانيٌّ صَلِيبيٌّ، وتَ ْ طرِيُقها إَليْهم
يَهُودِيٌّ عَاَلمِيٌّ، َفهَلْ مِنْ مُدَّكِر ؟!" المُؤَلِّفُ
البدايه :[size=16]w w w . t h i a٢ b . c o m
بسِْم اﻟﻠﻪِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
ا َ لحمْدُ للهِ الَّذِي أوْجَدَنا مِنْ عَدَمٍ، و َ كسَانا مِنْ عُرَى، وأطْعَمَنا مِنْ جُوْعٍ، َفَلهُ ا َ لحمْدُ في الأُوَْلى
والآخِرَةِ؛ خََلقَ لِيُعْبَدَ، وَأكْرَمَ لِيُحْمَدَ، وَأنْعَمَ لِيُشْ َ كرَ، َفَلهُ الأَسْمَاءُ ا ُ لحسْنَى والصَِّفاتُ العَُلى، َلمْ
يَخُْل ْ قنا عَبًَثا، وَلمْ يَتْرُ ْ كنا هَمَ ً لا؛ بَ ْ ل لحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ، وغايةٍ سَامِيةٍ أ َ لا وَهِيَ العِبَادَُة، َ كمَا قَا َ ل تَعَاَلى :"وما
خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاَّ ليعبدون"[الذاريات ٥٦ ]، وحَذَّرنا مِنَ الَّذين اتَّخَ ُ ذوا دِينَهُم َلعِبًا وَلهْوًا، َ كمَا
.[ قَا َ ل تَعَاَلى : "و َ ذرِ الذين اتَّخذوا دينَهم َلعِبًا و ْ لهوًا وغرَّ ُ ﺗﻬم الحياُة الدُّنيا"[الأنعام ٧٠
وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُوُلُه، أرْسََله رَحْمًَة للعَاَلمِيْنَ، وحُجًَّة عََلى النَّاسِ أجْمَعِين، بَعََثهُ عََلى
َفتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، فهَدَاهُم بِهِ إلى أوْضَحِ الطُّرُقِ، وأقْوَمِ السُّبُلِ، فصَلَّى الله عََليْهِ وسَلَّمَ تسْليمًا َ كثِيْرًا .
أمَّا بَعْدُ : فإنَّ اللهَ سُبْحانَه وتَعَاَلى َلمْ يَخُْلقْ خَْلَقه سُدَىً مُهْمَ ً لا؛ ب ْ ل جَعََلهُم مَوْرِدًا للتَّكْليفِ،
وجَعَ َ ل لِكُلِّ وَاحِدٍ مَنْزِ ً لا، وأعْ َ طاهُم : الَقْلبَ، والسَّمْعَ، والبَصَرَ، وا َ لجوَارِحَ؛ نِعْمًَة مِنْهُ وتََفضُّ ً لا، َفمَنِ
اسْتَعْمَ َ ل َ ذلِكَ فِي َ طاعَتِهِ، َفَقدْ سََلكَ بِهَا إلى مَرْضَاةِ اللهِ سَبِيْ ً لا، ومَنِ اسْتَعْمََلها فِي مَعْصِيَتِهِ، َفَقدْ خَسِرَ
.[ خُسْرانًا َ طوْي ً لا، قَا َ ل تَعَاَلى : " إنَّ السَّمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسؤو ً لا"[الإسراء ٣٦
* * *
وبَعْدُ؛ فَإنَّ الإنْ َ كارَ عََلى البَاطِلِ وأهْلِهِ مِنْ شَعائِرِ الإسْلامِ، و َ طرائِقِه العِ َ ظامِ، فَكَا َ ن مِنْ تِلْكُمُ
الدَّوَاهِي الظَّْلمَاءِ، والبَلايا العَمْياءِ، والَّتَيَّا والَّتِي … مَا أْلَقتْهُ أيْدِي يَهُودَ فِي بِلادِ المُسْلِمِيْنَ… فَكَا َ ن[size=16]w w w . t h i a[b]٣ b . c o m
مَا كَا َ ن : تَفْرِيقٌ، وتَضْلِيْلٌ، ونَعَرَاتٌ، وبَغْضَاءُ، وصَدٌّ عَنْ ذِكْرِ الله في َ غيْرِ َ ذلِكَ مِنْ مَنْظُومةِ الدَّسائِسِ
العُدْوانيَّةِ الَّتِي َلمْ تَ ْ فتأ تَغْرِسُها أيْدٍ نَجِسَةٌ فِي ُقُلوبِ المُؤْمِنِيْنَ !
كُلُّ هَ َ ذا مِنْ سَوَالبِ ُلعْبةٍ شَيْ َ طانيَّةٍ مَا كَا َ ن َلهَا أ ْ ن تَظْهَرَ في أمَّةِ الإسْلامِ؛ َفضْ ً لا أ ْ ن تَنْتَشِرَ، وتَعْلُوَ
على مَسَاحَةٍ َ كبِيْرَةٍ مِنْ َثَقاَفاتِ، و َ طاَقاتِ، وَأوْقَاتِ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ … و َ ذلِكَ مَاثِلٌ فِي : ( كُرَةِ
الَقدَمِ ) !
َفعِنْدَ هَ َ ذا؛ كَا َ ن مِنَ الخِزْيِ، والعَارِ أ ْ ن تَغَْف َ ل أمَّةٌ َ كهَذِهِ ( المُسْلِمِيْنَ ) عَنْ لُعْبَةٍ َ كهَذِهِ ( كُرَةِ
الَقدَمِ)، َفتَغُضَّ الطَّرْفَ، أو ُق ْ ل : تُ َ كمَّمَ الأفْوَاهُ عَنْ بَيَانِ مَخَاطِرِها عََلى أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ بَيَانًا نَاصِعًا لا
شِيََة فِيْهِ، مُوَضِّحًَة مَا هُنَالِكَ مِنْ خُ َ ططٍ تُنْبِؤُكَ عَنْ حَقِيَقةِ تِلْكُمُ اللُّعْبَةِ النَّ ْ كراءِ !
اللَّهُمَّ ما كَا َ ن مِنْ مُحَاوَلاتٍ لبَعْضِ أهْلِ العِلْمِ وَفََّقهُم اللهُ حَيْثُ تَنَاوَُلوْا هَذِهِ اللُّعْبَة بِ َ طرَفٍ
… مِنَ البيانِ؛ إمَّا في َفتْوى، أو رِسَالةٍ، أو مََقالةٍ ١
إلاَّ أنَّ هَذِهِ اُلمحاوَلاتِ و َ غيْرَها حَتَّى سَاعَتِي َلمْ تَأْتِ عََلى حَقِيَقةِ هَذِهِ اللُّعْبةِ بِكُلِّ أبْعَادِها
وأدْوائِها، واللهُ أعَْلمُ .
لِ َ ذا رَأيتُ لِزَامًا عَليَّ أ ْ ن أكْشِفَ أقْنِعًَة خَرْقاءَ تُرَفْرِفُ َفوْقَ عُُقولِ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ بالبَاطِلِ اُلممَوَّهِ،
ولأهْتِكَ غَاشَيََّة الوَبَاءِ المُنْتَشِرِ بِلا رَقِيبٍ يُدَافِعُ، أو َ طبِيبٍ يُعَالِجُ، ولأُزِيْ َ ل الغِطَاءَ إ ْ ن شَاءَ اللهُ
عَنْ مَسَارِبِ الهَلاكِ ا َ لخفِيِّ الَّذِي بَدأ بِتَدَسُّسٍ إلى أبْنَاءِ أمَّتِي، وهُمْ فِي َ غَفلاتِهم آمِنُو َ ن، وفِي شَهَواتِهم َ غارُِقون !
* * *
١ سَيَأتِي ذِكْرُ أسْمَاءِ هَذِه ال َفتَاوَى، واَلمقالاتِ، والكُتُبِ َقريبًا إ ْ ن شَاءَ اللهُ .[/b][/size][/size]