أسماء شوارع قنا.. سمك.. لبن.. تمر هندى

أسماء شوارع قنا.. سمك.. لبن.. تمر هندى


حقاً لا كرامة لنبى فى قومه، وهل من العدل أن تخلو شوارع قنا من أسماء أعلامها الذين صنعوا مجدها و كانوا خير سفراء لها.؟ فمنذ القدم كانت قنا ولا تزال منشأ الكتاب و المفكرين والسياسيين وغيرهم فى شتى المجالات.

لما لها من بيئة ساعدت أبناءها على الطموح وتخطى العقبات فانطلقوا يصنعون المجد والتاريخ و يسطرون الإنجازات و البطولات بأحرف من نور.

ولكن من المؤسف أن نجد قنا اليوم قد خلت شوارعها من أسماء أبنائها ورموزها الذين تفخر بهم.. و الغريب أن الأسماء التى تحملها هى أسماء أماكن و جمادات معظمها بلا أهمية و بلا معنى وكان من الواجب أن نجد شوارع المحافظة حاملة ذكرى أعلامها من الأحياء والأموات وهو اقل ما يمكن أن يقدم لها جزاء ما قدموا و ما أبدعوا وهو حق مشروع لهم جميعاً.

هذه الظاهرة اللافتة للنظر تسترعى اهتمام معظم الزائرين للمحافظة الذين يتوافدون من كل حدب وصوب لزيارة معالمها الحديثة و القديمة أو للاحتفال بقطبها الكبير عبدالرحيم القنائى من كل عام بحاجة لوقفة و إعادة النظر من قبل المسئولين ونحن هنا نطرح القضية ونلقى بالكرة فى ملعب محافظ الإقليم وأعضاء المجالس الشعبية والمحلية بالمحافظة، فبالرغم من وجود مئات الشخصيات القنائية التى يشار إليها بالبنان فإننا نجد الشوارع تحمل أسماء غريبة مثل المنطقة التعليمية، السبع بنات، اليافطة، المعبر، الكنوز القديمة، مصنع المكرونة، مصنع الغزل، الحاكم العسكرى، الشنهورية، مساكن عثمان، السينما، العصارة، معبر أسوان، الخزان، المدارس، الحمام، الرهبان، النحال، عزبة البوصة، الحصواية، المستشفى، المحاكم، المخبز الآلى، العبابدة، المعتقل، رى الحياض القديم، العقرب، المصلبية، الرى القديم.. كل هذا يتجاهل وجود مئات الشخصيات القنائية التى تستحق أن يوضع أسمها على شوارع المحافظة ومنهم.. (إسماعيل معتوق) وهو بحق صانع نهضة قنا الحديثة حيث قضى عمره مدافعاً عن قضايا المحافظة فكان أول المنادين بإنشاء جامعة جنوب الوادى و كان له الفضل فى إنشاء كوبرى قنا (كوبرى دندرة) وإنشاء مصنع الغزل والعديد من المدارس وكان برلمانيا مخضرما سخر كل جهده لخدمة القنائيين و هناك (أحمد فراج طايع) أول وزير خارجية لمصر بعد ثورة يوليو و(المستشار أنور أبوسحلى) وزير العدل الأسبق و(عبدالوهاب حسنين) رئيس هيئة السد العالى سابقاً و (السيد فراج) رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات (و (مكرم عبيد) نائب رئيس الوزراء السابق و احد أقطاب حزب الوفد و الحركة الوطنية فى مصر و(نادية مكرم عبيد) وزيرة البيئة السابقة والعالم الزاهد (الشيخ أبوالوفاء الشرقاوى) الذى كانت له مكاتبات مع الشيخ محمد عبده و لعب دوراً كبيراً فى ثورة 1919 وحينما زار سعد زغلول الصعيد عام 1921 التقى بهم و تجول معهم فى مختلف مدن الصعيد و حينما التقى بسعد زغلول على ظهر الباخرة النوبية انحنى سعد زغلول ليقبل يد العالم و لكنه أبى. كما كانت هناك مراسلات بينه وبين على ماهر و كبار رجال الدولة والكاتب الصحفى الراحل (محمود مهدى) نائب رئيس تحرير الأهرام السابق الذى له العديد من المؤلفات الرائعة وكان يشرف على جريدة صوت قنا وله جائزة تحمل اسمه توزع سنوياً على المبدعين والمفكرين وكان يحرص على توزيعها بنفسه قبل وفاته والمفكر الكبير (رشدى فكار) صاحب الكتابات المتميزة والشهرة العالمية والشيخ (عبدالباسط عبدالصمد) صاحب الحنجرة الذهبية وأشهر قراء القرآن الكريم فى العالم الإسلامى الذى بدأت شهرته عام 1950 حينما ذهب لمسجد السيدة زينب لحضور أحد الاحتفالات الدينية وبعد منتصف الليل أستأذن أحد أقارب الشيخ القائمين على الحفل ليقدمه لهم وظل يتلو لمدة ساعة نصف وسط إعجاب وانبهار الجميع ليلتحق فى عام 1951 بالإذاعة وطاف معظم دول العالم الإسلامى ومازال يحظى بشعبية جارفة فى العالم العربى والإسلامى و الشيخ (أحمد ارزيقى) الذى رافق الشيخ عبدالباسط فى رحلاته. وكان له صوت مميز فى قراءة القرآن الكريم.

أيضاً هناك الشاعر الكبير (عبدالرحمن الأبنودى) الذى كتب أجمل القصائد وأروعها وكتب أجمل الأغانى التى شكلت وجدان أجيال كاملة فكتب للثورة والنكسة والانتصار الكبير فى 73 ووصل بشعره وببساطته إلى الملايين من معجبيه كما انه قام بحفظ السيرة الهلالية.

كذلك لا يمكن أن ننسى (أمل دنقل) أمير شعراء الرفض الذى ما زال الكتاب والباحثون يفتشون فى كتاباته ويصدرون حولها الدراسات والأبحاث.

والإعلامى الكبير و المتألق (فهمى عمر) وهو واحد من أشهر المذيعين فى مصر وله أسلوب جميل و أخاذ فى السرد وهناك الكاتب الصحفى (مصطفى بكرى) عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير جريدة الأسبوع وصاحب أفضل أداء برلمانى فى مجلس الشعب واحد من أهم من المحللين السياسيين فى الوطن العربى

والشاعر الغنائى (عبدالرحيم منصور) الذى غنى له كبار المطربين مثل نجاة و محمد منير ووردة وغيرهم ونال شهرة واسعة فى الأوساط الفنية والثقافية والسيناريست (محمد صفاء عامر) صاحب الأعمال الدرامية الأكثر شعبية ومتابعة مثل ذئاب الجبل وحدائق الشيطان والضوء الشارد والفرار من الحب وعدى النهار وأفراح إبليس وغيرها ونقل العديد من عادات و تقاليد الصعيد من خلال أعماله وكتاباته.

و اللواء (أحمد بلال) أحد المحللين السياسيين المتميزين وقائد القوات المصرية فى حرب عاصفة الصحراء وهو خبير سياسى له دور بطولى رائع هو و كتيبته فى حرب أكتوبر 73.

و الأديب الشامل (محمد نصر يس) الذى أثرى الحركة الأدبية والثقافية فى قنا وشارك فى التمثيل فى بعض الأفلام كما شارك فى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وله العديد من المؤلفات و القصص القصيرة.. والفنان (عبدالرحيم حمزة) صاحب الصور الرائعة الجميلة والمعارض الفنية التى أشاد بها الجميع.. أيضاً الفنان (أحمد بدير) صاحب الابتسامة والظل الخفيف والشيخ (عبدالفتاح خليفة) رئيس رابطة قراء القرآن الكريم السابق.. و(ابن دقيق العيد العالم والفقيه الشهير.. و(بهاء الدين زهير) الشاعر المعروف.. و(ورش القفطى) صاحب رواية ورش عن نافع لقراءة القرآن الكريم المنتشرة فى بلاد المغرب العربى..

كذلك المحافظون الذين تعاقبوا على قنا وأشهرهم (عادل لبيب) الذى جعلها وبحق عروساً للصعيد وواحدة من المدن المشهورة عالمياً.. واللواء (عبدالمنصف حزين) و(عبدالرؤوف عاصم) و(عبدالحفيظ الباجورى) و(عبدالحليم الصعيدى) و(يحيى البنهاوى) و(عبدالرحيم نافع) و(محمود زكى) و(صفوت شاكر) و(مجدى أيوب) المحافظ الحالى.

فإن لم يكن بقنا أعلام و رموز فتاريخنا المصرى القديم و الحديث ملئ بالعديد من الأشخاص العظام مثل مصطفى كامل و محمد فريد وسعد زغلول و جمال عبدالناصر وانور السادات و حسنى مبارك ومحمد نجيب وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم وجمال حمدان ومحمد عبده ومصطفى المراغى والشيخ محمد متولى الشعراوى وأحمد عرابى والدكتور أحمد زويل وفاروق الباز ومصطفى السيد ومحمد البرادعى وعباس العقاد.

أبناء قنا الذين التقينا بهم عبروا عن رفضهم لتسمية شوارع قنا بأسماء السجن و المعتقل والعقرب والسبع بنات واليافطة والخزان وطالبوا بضرورة تغييرها..

يقول " علاء أحمد جلال " مدير النشاط الثقافى بالإدارة المركزية لجامعة جنوب الوادى.. بأن هذه الظاهرة سلبية ويجب أن تنتهى فلا يعقل أن يكون لدينا شوارع تحمل أسم سبع بنات والمعتقل والمأمور والسجن وننسى عبدالباسط عبدالصمد ومحمد صفاء عامر والطاهر مكى ورشدى فكار وأضاف بأن مجلس المدينة لم يطلق أسماء على معظم شوارع قنا ومعظمها تعرف عليها الناس وقد رأيت بنفسى أحد الأشخاص يطلق أسم عائلته على أحد الشوارع الذى مازال يحمل نفس الإسم.

ويؤكد على عبيد ـ عامل .. أن شوارع قنا لم يتم تغيير اسمها منذ عشرات السنين و هناك أشخاص بقنا يستحق أن نبنى لهم تماثيل بميادين قنا.. وأشار إلى أن هناك شوارع ذات الأسماء الغريبة التى يصادفها مثل العقرب و المصلبية و الشنهورية.

ويؤكد " حسنى عبادى " ـ معهد طاقة بأسوان.. أن مثل هذه الأسماء كفيلة بأن تثير الاشمئزاز فى محافظة عريقة كقنا التى قدمت المئات من المفكرين و حملة التنوير فى العالم و طالب بتخليد أسماء شهداء قنا.

ويقول " زين العابدين كامل ـ طالب بكلية الآداب.. لدينا نماذج مشرفة و لكن للأسف كثيراً ما نتجاهلهم مثل يس أحمد يس و يس تاج الدين وكرم الأبنودى أبوالوفا الشرقاوى.

ويضيف " عبدالباسط محمد ـ بائع جرائد.. أنه لا يفهم أسباب تسمية معظم الشوارع فمثلا شارع اليافطة تمت تسميته بهذا الاسم لوجود يافطة فى حين تجاهلنا عالم جليل من علماء القراءات وهو